علوم ما بعد الحداثة المفاهيم والتداعيات

شهد النصف الثاني من القرن العشرين ظهور مجموعة من المقاربات العلمية الجديدة التي عملت مجتمعة على تشكيل واقعنا المعاصر الذي يتميز بالتنوع الفائق لمكوناته والتشابك الكثيف بين كياناته وتسارع معدل تغير أحواله. هذا الواقع بتكنولوجياته المتنوعة بدءا من التليفونات الذكية وانتهاءا بـالـ "روبوتات المستقلة"، وبمفاهيمه المستحدثة بدءا من "إدارة المعرفة" وانتهاءا بـ "الفوضى الخلاقة".
وعرض هذه المقاربات، التي يمكن ان نطلق عليها "علوم ما بعد الحداثة"، وبيان تأثيرها هو هدف هذا الكتاب بأقسامه الثلاث. فالقسم الأول مخصص لعرض الملامح العامة لكل من مرحلتي الحداثة وما بعدها كأحدث مرحلتين من مراحل تطور المجتمع الإنساني.كما يتضمن هذا القسم وصفا تفصيليا للأسس التي قامت عليها "علوم مجتمع الحداثة".أما القسم الثاني فمخصص بأكمله لعرض "علوم ما بعد الحداثة" وتشمل اكتشافات الإنسان في عالم المادة متمثلة في نظريتي النسبية والكم وظواهر “الانتظام الذاتي"Self-Organization ،ومرورا برؤاه العلمية متمثلة في "المنظوماتية"System Approach و"السيبرنيطيقا"Cyberneticو"الأوتوبويزس" Autopoieaisو"نظرية التعقد" Complexity Theory، وبتوجهاته الفكرية مثل "المنطق الغائم" Fuzzy Logic .ويضم آخر اقسام الكتاب، "التداعيات"، امثلة لاستخدام المفاهيم التي جاءت بها علوم ما بعد الحداثة في عدة مجالات.
وتعود أهمية الكتاب الى انه يعرض لأسس العقلانية الجديدة التي بدأت تتشكل في البلدان المتقدمة هذا بالإضافة الى ان العديد من موضوعاته لم تعرض من قبل باللغة العربية.